السؤال: هل يجوز تحية غير المسلمين بالسلام عليكم في مكان فيه مسلمون وغير مسلمين؟
الجواب: إلقاء تحية الإسلام (السلام عليكم) على خليط من مسلمين وغير مسلمين جائز بالنص؛ لما في حديث أسامة بن زيد: أن النبي صلى الله عليه وسلم مرَّ على مجلس فيه أخلاط من المسلمين، والمشركين عبدة الأوثان، واليهود، فسلم عليهم النبي صلى الله عليه وسلم([1]). بل يجوز السلام على غير المسلمين مطلقًا بلفظ السلام،
1]) متفق عليه: أخرجه البخاري (رقم: 5899)؛ ومسلم (رقم: 1798).
إذا أهدي إلي هدية فيها خمر، هل يجوز لي أن أعطيها لصديق نصراني أم لا؟
الجواب: لا يجوز لمسلم أن يقبل هدية فيها شيء محرم في دينه، ومنه الخمر، فإن فعل فإنه لا يجوز له أن يملكه؛ لأنه حرام لا يُمْتَلك ولا يُتَقَوَّم عليه، ولا يحوز استعماله أو استغلاله أو التصرف فيه بالبيع أو الهبة، بل على من وقع ذلك له أن يهدره
وذلك لما رواه ابن عباس، قال: أهدى رجل لرسول الله صلى الله عليه وسلم راوية خمر، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: “هل علمتَ أن الله قد حرمها؟”، قال: لا، فسارَّ إنسانًا، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: “بِمَ ساررته؟”، فقال: أمرته ببيعها، فقال: “إن الذي حرم شربها حرم بيعها”، قال: ففتح المزادة حتى ذهب ما فيها([1]). فدل ذلك على أنه صلى الله عليه وسلم أهدر الانتفاع بها على أي وجه. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ([1])
أخرجه مسلم (رقم: 1579).
هل يجوز أن نحرق أناجيلهم كما أحرقوا مصاحفنا؟ وهل هذا مما يقتضيه مبدأ المعاملة المثل الذي نص عليه القرآن: {فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ } [البقرة: 194]؟
الجواب: لا يجوز شرعاً الاعتداء على نسخ التوراة أو الإنجيل بالحرق أو بغيره، سواء أكان مبادرة أم رد فعل بسبب حرق بعض المتطرفين للقرآن؛ لأن المسلمين يؤمنون بأصل التوراة التي أنزلت على موسى، وأصل الإنجيل الذي أنزل على عيسى. وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم كرَّم التوراة التي كانت عند اليهود في عهده. ومن جهة أخرى، فإن في هذا اعتداء على المقدسات التي تستثير الفتن وتوقع الضرر والفساد. ولا يتناسب مع ما أمر به الإسلام